سمعت صرخة الطفل وهو ينادي أين أمي؟
سمعت صرخة الطفلة وهي تقول أين أبي؟
سمعت صرخة الأم وهي تقول ولدي حبيبي إلى أين تمضي؟
سمعتهم كلهم.. صرخاتهم لاتزال تخالج مسمعي، عبراتهم لا تزال تتخلل شراييني.. عرفتهم وأحببتهم وعشقت الأرض معهم.. أهلي هناك أحبتي، إخواني، رفاقي كلهم من هناك. قلت ولا أزال أقول أنني مغربي الجسد فلسطيني الروح.
لا تيأسي يا فلسطين فأمثالي كثير، ونحن قادمون.
هي صرخة بداخلنا جميعنا، هي صرخة نريدها أن تصل عنان السماء وأن تصل قلب كل من يعيش على الأرض لتعانق الأرض السماء ويردد الكون قائلا "اللهم عليك باليهود المتجبرين.. اللهم خذهم اخذ عزيز مقتدر". كثيرا ما كنت أصرخ نفس الصرخة في الحافلة، في الجامعة، في البيت، في الشارع..في كل مكان.
أيام الحصار الصهيوني على القطاع الصامد، كنت دوما أجلس وحيدا أتساءل وأقول : أوحدي أحس بهم، أوحدي أتابع أخبارهم، ما بالنا تبلدنا، هل إعلامنا يا ترى هو الذي غطى الحقيقة وتركنا نتيه بين وصلات إشهار استهلاكية وأخبار عادية لا تجد فيها عن فلسطين شيئا.. أم هي قصة حكام ومحكومين تعلقوا بالسياسة فظلت أعناقهم لها مترقبين ناسين أو متناسين إخوانا لهم هناك يذبحون وينكلون ويعذبون..فعلا لقد ألهانا التكاثر، وغرنا بالله الغرور وحسبنا الله ونعم الوكيل.
فلسطين في العين، فلسطين في القلب.. فلسطين ستبقى دائما في قلوبنا ولن ننساها حتى يأتي اليوم الذي ستصبح فيه فلسطين حمامة حرة طليقة.. ويا ليتني أكون حينها طائراً حتى أُحلقُ في سماءِ الحريّةِ صَوبَ القدسِ و مكةً والمدينة.. هكذا كنت أحلم و أزرع الأمل في نفسي حتى لا أستسلم وأضع الراية كما فعل كثيرون غيري، ولكن هي عقيدة وفلسطين تبقى دوما في خاطري وقلبي ولن تكون إلا مجيدة.
سنعيش صقورا طائرين وسنموت أسودا شامخين وكلنا للوطن وكلنا "فلسطينيين".